٢٠١٠/١٠/١٩

قصيدة مخاض فجر للشاعر رأفت عبيد من ميت رهينة

مخاضُ فجر
مخاضُ فجر
رأفت عبيد أبو سلمى
ذات ليلة ْ
حلـَّق الجمْعُ الغفيرْ
حول زائرنا القمَـرْ
لم يفارقنــا النسيمْ
لم يقاطعنا سوى همس المطرْ
كان عزفُ الحُبِّ في الأسماع ترنيمَ السحرْ
و الصَّبا غنّتْ لنا أحلى نشيدْ
ليلة ٌ قمرية تغري المشاعرَ بالسهرْ
طابَ السَّمَرْ
من معين ِ الحقِّ ذقنا كلَّ معنىً للأمانْ
والمراتعُ حولنا 
فيها من النخل النضيدْ
ما يشبه الحُورَ الحسانْ
قد هزَّنا بَوْحُ القمرْ
هات حديثكَ سيِّدي
وانثرْ على السمع العِبرْ
هات حديثكَ سيِّدي
عَطـِّرْ مَناخ الحَقِّ مِن ذِكرَى "عُمَرْ"
يا غاسلَ الأحزان عنا
 قد سئمنا الذلَّ ينسجُ  في مشاعرنا الكدرْ
ينسلُ في جوانحنا الأسى
يا سيِّدي مرَّ الزمانْ
غاب الأمانْ
وسفائنُ الظلماتِ ماضية ٌ يهرول فوقها
كلُّ البَشرْ
والبدرُ غـابَ عن الدنا
يا سيِّدي
ساد الظلامُ  بأرضنا
بل وانتشى  شبَحُ الخطرْ
يا سيِّدي
يا عاشقَ الأمجادِ أطلِقْ ذِكرَها
وامحُ الأسى عن وجهِ  دِينكَ  والضجرْ
هيَّا انتفضْ
تمضي الهزائمُ خلفنا
نطوي مسافاتِ الأسى
وشقاءَ عالمِنا الكئيبْ
واقرأ كتابَ اللهِ في الكون الرحيبْ
أوَ لمْ  تشاهِدْ  في  دُجى الليل السنا
يطوي  لنا
ما  قدْ  بدا  مِن  سَكـْرَة  العهْـدِ  المُريبْ
يا فجرَ تاريخ الأملْ
لملمْ جراحاتِ الأسى
وانهضْ
فإنا  لا نرى
غـير السَّـنا
و دع ِ الكرى
عند الصباح سيحْمَدُ القومُ السُّرَى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق